Search

الحاجة "مسرّة" مئة عام من العمر وتضع اسمها في سجل الناخبين

Sunday, March 14, 2010

 


غالبا ما يبعث رقم مئة الامل في النفوس ،ويشكل دافعية في العمل او في مقاعد الدراسة ،ونادرا ما يصل المرء الى هذا الرقم او يلامس حدوده الدنيا.

في نابلس كانت لرقم مئة حكاية اخرى وتحديدا في مركز تسجيل الناخبين في مدرسة عبد الرحيم جردانه وسط المدينة ، عصا ثقيلة ثابتة ترسم خطوات بطيئة للحاجة مسرة التي شقت صباحها في نهايات فصل شتوي وبدايات ربيع مزهر ،جاءت بهمة وإصرار الى مركز التسجيل لتؤرخ للامل وتتحدى سن الياس والشيخوخة،ولتجسد اصرار شعب لا يلتقي في أي موعد مع الاحباط حتى لو فرشت له المطايا.

هنا حدق الحضور بتلك السيدة وبدا الامل وكانه يترعرع بين يديها المثقلتين برحلة عمرية طويلة ،ذكرتنا تلك السيدة بالراحلة ابنة مدينتها نابلس الشاعرة فدوى طوقان في قصيدتها "رحلة جبلية رحلة صعبة"،فابت ان تستكين لفعل السنين الطويلة،وجاءت الى مركز تسجيل الناخبين لتخط  اسمها في سجل الناخبين ولتعنون في كتاب الحياة :ان من يصنع الغد ليس بالضرورة شاب يافع او سيدة حكيمة او طفل معجزة او زهرة يحدوها الامل او رجل جاب الجامعات وتنقل في رحاها ،بل ان سيدة تتلمذت في مدرسة الحياة يمكن ان تكون معلمتنا جميعا ،كتلك السيدة الطاعنة في السن التي أرادت ان تقول وان لم تفصح عن ذلك :"حقي في الانتخابات سأمارسه حتى الرمق الأخير وحتى آخر لحظة في عمري المتبقي".

 ومن بين خيوط التعب ومشقة الحياة، كان الوطن يرتسم في  نظرات الحاجة مسرة،فتحاكي التاريخ والجغرافيا ،فتبعث فينا الامل من بين ثالوث الالم،وتشحذ الهمم وتحث الشباب على الاحتذاء بها والمبادرة الى التسجيل ،وتحكي حكايات الاجداد للاباء ومن ثم للابناء،فتورثنا التحدي في زمن صعب ،وتسرد لنا قصة الامس بلغة اليوم ،ونستشرق من عيونها المتعبة المستقبل المجهول،نهتدي بعصاها خطواتنا نحو الغد ،ونقسو على ظلم الجغرافيا لنحدد ملامح الطريق،اقبلت الحاجة مسرة وخطت بالمداد اسمها لتقول لنا :انا حاضرة معكم قبل ان أولي الأدبار،واضع تجربتي مع رحلة المئة عام بين اياديكم دروسا لتتعلموها ،فان الحق وان كان بسيطا هو حق لا تنازل عنه،فهل وصلت رسائلكم،ام انها لم تصل بعد؟.

Print

Name:
Email:
Subject:
Message:
x
Central Elections Commission Copyright Reserved©2024
return to Top