تعتبر لجنة الانتخابات المركزية سجل الناخبين احد أهم ركائز العملية الانتخابية النزيهة، حيث ينبغي ظهور اسم المسجل في مركز واحد فقط ولا يتكرر في أي مكان آخر. وبما أن التسجيل شرط أساسي لضمان حق الترشح والاقتراع في أية عملية انتخابية، تولي اللجنة اهتماما كبيرا بعملية تحديث سجل الناخبين من خلال تسجيل الناخبين الجدد الذين انطبقت عليهم شروط التسجيل أو غير المسجلين سابقا، وتجرى هذه العملية وفقا للقانون، وبموجب الإجراءات المعمول بها في اللجنة والتي تنسجم مع المعايير الدولية.

إن انجاز سجل الناخبين يعتبر عملية طويلة ومعقدة تجرى وفق نظام محدد وتتم بعدة خطوات متتالية ومترابطة، وتجرى عملية انجاز سجل الناخبين بمهارة ودقة من لحظة البدء بتسجيل الناخبين الذين تنطبق عليهم الشروط القانونية. حيث تتم تعبئة نماذج خاصة تتضمن المعلومات الأساسية المحددة للشخص كالاسم الرباعي وتاريخ الميلاد ورقم الهوية الشخصية ومكان الإقامة وتحديد عنوان مركز الاقتراع الأقرب من مكان السكن. كما يحمل نموذج التسجيل رقما متسلسلا يضبط من خلاله عنوان مركز التسجيل ومعلومات موظف التسجيل وحركة دفتر التسجيل من لحظة استلامه من المطبعة حتى دخوله إلى أرشيف اللجنة. وبالتالي فان عملية تسجيل الناخبين خلال الفترة المحددة هي مرحلة أولى في عملية إنجاز السجل، ينفذها طاقم مدرب ومؤهل يعمل وفق الأنظمة والإجراءات المحددة لعملية التسجيل.
ما إن تنتهي عملية تسجيل الناخبين ميدانيا حتى تبدأ مرحلة إدخال بيانات المسجلين وذلك بتجميع دفاتر التسجيل من مراكز التسجيل المنتشرة في أنحاء الوطن وتسليمها إلى مركز إدخال البيانات الخاص بلجنة الانتخابات المركزية. وتمر عملية إدخال البيانات بعدة مراحل داخل مركز إدخال البيانات حيث يتم ضبط دفاتر التسجيل كخطوة أولى
وإعدادها لمرحلة تفريغ بيانات المسجلين باستخدام برنامج محوسب، ثم يقوم المشرفون بتوزيع الدفاتر على موظفي إدخال البيانات العاملين في المركز. وعند الانتهاء من إدخال بيانات نماذج الدفتر الواحد يقوم الموظف بطباعة تقرير البيانات المدخلة للدفتر ثم يحول التقرير مع الدفتر إلى مرحلة التدقيق لمطابقة البيانات المسجلة في الدفتر مع البيانات المدخلة إلى السجل وفي حال تبين وجود أي خطأ أو معلومات ناقصة يتم تحديدها لتنتقل إلى مرحلة معالجة الأخطاء واستكمال البيانات.
 
|
|
|
ثم يتم حفظ دفاتر التسجيل بعد استكمال عملية إدخال وتدقيق البيانات في أرشيف خاص للرجوع إليها عند اللزوم ولا يتم إتلاف هذه الدفاتر.
بعد انتهاء عملية إدخال بيانات دفاتر ونماذج التسجيل، تبدأ عملية مطابقة المعلومات الواردة في السجل الابتدائي مع السجل المدني وسجل وزارة الصحة للتحقق من شخصية المسجلين وحذف أسماء المتوفين، ومن ثم تتم معالجة بيانات المسجلين لضمان عدم تكرار الاسم الواحد أكثر من مرة في سجل الناخبين، كما تجرى عملية توزيع الأسماء على المحطات الانتخابية التي يحق للشخص المسجل الاقتراع فيها، وفي حال وجد تسجيل جديد لشخص مدرج في السجل القديم يتم اعتماد التسجيل الجديد.

بعد الانتهاء من عملية إعداد السجل الابتدائي تشرع إدارة مركز إدخال البيانات بطباعة سجل الناخبين الابتدائي لتوزيعه على مراكز النشر والاعتراض، حيث يعرض هذا السجل على الجمهور لخمسة أيام لمراجعة البيانات الواردة فيه، كما يتم توزيع أقراص مدمجة على الأحزاب السياسية تحتوي قوائم بأسماء الناخبين، ويحق لكل مواطن وفقا للقانون تقديم اعتراض على أية بيانات غير صحيحة واردة في السجل بموجب نماذج معدة خصيصا للاعتراض، وبشرط إرفاق الشهادات التي تثبت صحة الاعتراض.

بعد إعداد السجل الابتدائي لمرحلة النشر والاعتراض تكون لجنة الانتخابات المركزية قد دخلت مرحلة تنفيذ الانتخابات وفق الجدول الزمني المقر لتنفيذها، ويحق لأي مواطن أو هيئة معتمدة الاعتراض على البيانات المدرجة في السجل الانتخابي الابتدائي، خلال الفترة المحددة للنشر والاعتراض، بعد ذلك تقوم اللجنة بمعالجة وتصحيح الاعتراضات القانونية المقبولة وتعتمد السجل النهائي لإجراء الانتخابات. ويفقد كل مواطن غير مدرج اسمه في سجل الناخبين المشاركة في الترشح أو الاقتراع خلال العملية الانتخابية التي أعد السجل لها، وتبقى الفرصة غير قائمة لحين إعادة تحديث السجل مرة أخرى.
تعد لجنة الانتخابات المركزية سجل الناخبين لأغراض تنظيم الانتخابات، وتعتمد المواطن ووثائقه الرسمية كمصدر للمعلومات، فالمواطن هو صاحب القرار في إدراج اسمه في سجل الناخبين، وتقوم اللجنة بتوعية المواطنين بأهمية إدراج أسمائهم خلال مرحلة تحديث السجل حيث لا يجبر القانون المواطنين على ذلك.
لقد دأبت لجنة الانتخابات المركزية على تحديث السجل كل عام منذ تأسيسها باستثناء الأعوام 2008و 2009، وفي آذار من العام 2010 جرى تحديث السجل في الضفة الغربية والقدس فقط، وذلك بسبب الظروف السياسية وحالة الانقسام الفلسطيني. ورغم ذلك استطاعت اللجنة تحديث سجل الناخبين، حيث وصل عدد المسجلين في السجل الانتخابي إلى مليون ونصف مسجل من إجمالي من يحق لهم التسجيل وفقا للقانون وذلك حسب تقديرات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، كما أن اللجنة تبقي المجال مفتوحا أمام المواطن وعبر صفحتها الالكترونية للإطلاع على بياناته في سجل الناخبين طوال العام.
وبمجرد اكتمال السجل الانتخابي الابتدائي ونشره للاعتراض والذي بدأ اليوم الأحد، تكون المرحلة الأولى من الانتخابات المحلية قد فتحت على مصراعيها وبدأت عجلتها بالدوران، تمهيدا لمراحل لاحقة وفق الجدول الزمني المحدد لها، وذلك بعد جهود حثيثة ومثابرة قامت بها لجنة الانتخابات المركزية على مدى الفترة السابقة، لإخراج العملية بحلة جديدة تتويجا لعرس ديمقراطي تزهو به الأراضي الفلسطينية.