بدت علامات التعجب والإعجاب واضحة على وجوه الحضور، فمجموعة من الأطفال لم تتجاوز أعمارهم 16 عاماً أجروا عملية انتخابية، هذا ما حصل في مدينة رام الله والتي نظمت أول انتخابات لمجلس بلدي أطفال بإشراف وتدريب لجنة الانتخابات المركزية، حيث قام أطفال مدارس مدينة رام الله بانتخاب مجلس بلدي يتكون من طلبة صفوف السابع والثامن والتاسع.
تنافس 32 مرشحا على مقاعد المجلس المكون من 13 عضواً، من بينهم مقعد مخصص لذوي الاحتياجات الخاصة. بدأ كل مرشح دعايته الانتخابية وأطلق شعاراته التي تعد الأطفال بمستقبل أفضل ومدينة أنظف، "من أجل مدينة نظيفة وآمنة…" بتلك العبارة بدأت وفاء بيروتي من مدرسة الطيرة للبنات شعارها الانتخابي.
تلقى الأطفال رزمة من التدريبات من قِبل مدربين من لجنة الانتخابات المركزية، تمحورت حول عملية التسجيل والترشيح، وتنظيم الدعاية الانتخابية وعمليات الاقتراع والفرز وإعلان النتائج. تقول سهير عابدين من لجنة الانتخابات "تابعنا الأطفال الناخبين والمرشحين وعلمناهم كيفية الاقتراع وتنظيم الدعاية الانتخابية، لقد نجح الأطفال بخوض غمار العملية الانتخابية بأكملها".
72 طالباً وطالبة أدلوا بأصواتهم تحت أعين مجموعة من الأطفال المراقبين، قبل أن تبدأ عملية فرز الأصوات أمام جمع غفير من أهالي الطلبة والمرشحين ومسؤولين في لجنة الانتخابات المركزية من بينهم د. حنا ناصر رئيس اللجنة ورئيسة بلدية رام الله جانيت ميخائيل. تابع المرشحون وأولياء أمورهم عملية العد بترقب واضح، ليتم في النهاية إعلان النتائج لتعج قاعة بلدية رام الله بهتافات الفائزين ومناصريهم، ويبدأ ضوء الكاميرات بالوميض لأخذ الصور التذكارية.
وأبدى د. حنا ناصر رئيس لجنة الانتخابات ارتياحه لهذه العملية ووصفها بأنها "أجمل وألطف من الانتخابات التشريعية والرئاسية، داعيا الفائزين فيها للالتزام بكل الشعارات والبرامج التي أطلقوها خلال الدعاية الانتخابية".
من جانبها علقت رئيسة بلدية رام الله على العملية بقولها "أن فكرة إنشاء أول مجلس بلدي للأطفال في فلسطين، جاءت نتيجة للاطلاع على عدد من التجارب في الدول الأوروبية، وخصت بالذكر النرويج، التي قامت بزيارة لمجلس بلدي الأطفال هناك". كما أكد د. ناصر أن هذا المجلس هو مشروع مهم وتدريب للأطفال حتى يشاركوا في العملية الانتخابية الرسمية في المستقبل، مشجعا البلدية ومبديا استعداده لأي تعاون بين الجانبين مستقبلا.
تجمهر الطلبة مهنئين حول أحمد الأطرش من مدرسة الرجاء الإنجيلية اللوثرية والحاصل على أعلى الأصوات، بينما قال أحمد موجهاً كلامه لجميع الطلبة "سيعمل المجلس المنتخب على تحقيق احتياجات الأطفال في المدارس كالملاعب ومراكز الترفيه، وسيعطي المجلس صورة جميلة عن الأطفال في فلسطين".
تبوأ الأطفال المنتخبين مقاعدهم في المجلس، واجتمعوا مع رئيسة بلدية رام الله التي وعدت بتسهيل مهام المجلس، والعمل على تنفيذ كافة القرارات التي تصدر عنه بعد دراستها، بينما حدد الأعضاء موعدا للاجتماع القادم لمناقشة العديد من المواضيع التي تهم أطفال المدارس، وكيفية التنسيق مع مختلف الجهات لتحقيق أهداف مجلس بلدي الأطفال المنتخب.
يُذكر أن لجنة الانتخابات المركزية تقوم بالعديد من النشاطات المشابهة، إذ نظمت في العام الماضي انتخابات لاختيار قيادات شابة في 21 مخيماً صيفياً، حيث شارك حوالي 1,000 طالباً وطالبة في هذه الانتخابات في مختلف محافظات الضفة الغربية.