Search

مشروع انتخاب القيادات الشابة للمخيمات الصيفية فكرة رائدة للتوعية والتثقيف

Sunday, August 19, 2007

لجنة انتخابات المخيم، سجل انتخابي، نشر واعتراض، مرشحون، دعاية انتخابية، اقتراع وفرز وحبر انتخابي كل هذه الاستعدادات لم تكن تحضيرات لانتخابات رئاسية أو تشريعية جديدة في فلسطين، بل كانت بداية لنمط وأسلوب جديد في التوعية والتثقيف في مجال المشاركة الديمقراطية والتوعية للمشاركين في العديد من المخيمات الصيفية في الضفة الغربية وللفئة العمرية من 12 – 17 عاماً في إطار تنفيذ مشروع "انتخابات القيادات الشابة للمخيمات الصيفية 2007".

وجاء هذا المشروع من منطلق إيمان لجنة الانتخابات المركزية بدورها في عملية التوعية والتثقيف في شؤون الانتخابات والمشاركة الديمقراطية وأهمية هذه التوعية على المستوى الوطني وضرورة شمولية هذه الأنشطة لتشمل أكبر عدد ممكن من شرائح المجتمع الفلسطيني، ولهذا  سعت لجنة الانتخابات المركزية باستمرار لتطوير هذا الدور والتقدم به نحو الأمام وتطوير محتوى وأساليب برامجها وحملاتها التوعوية، فبلورت فكرة "مشروع انتخابات القيادات الشابة للمخيمات الصيفية 2007" بالتعاون مع "اللجنة الوطنية للمخيمات الصيفية" وبعض المؤسسات والهيئات المحلية على مستوى الدوائر الانتخابية واستهدف هذا المشروع "22" مخيماً صيفياً في الضفة الغربية موزعة على كافة المحافظات بالتساوي بمعدل مخيمين صيفيين في كل محافظة وللفئات العمرية من 12 إلى 17 عاماً وللجنسين.

ويهدف المشروع بشكل أساسي لتعزيز مبدأ المشاركة الديمقراطية وزيادة الوعي الانتخابي للفئة المستهدفة كونها الشريحة الأوسع في المجتمع الفلسطيني، حيث تشير بيانات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أن حوالي 52% من المجتمع الفلسطيني هم تحت سن الثامنة عشرة مما يعنى ضرورة رفع درجة الاهتمام بهذه الشريحة وفي هذا الجانب بالذات لما له من دور في تعزيز فهمهم وممارستهم للحياة الديمقراطية، وأهم ما ميز هذا المشروع هو خروجه عن الأساليب التقليدية المتعارف عليها في عمليات التوعية والتثقيف القائمة على المحاضرات النظرية ومن قبل بعض المختصين في هذا المجال، بل كان الأسلوب العملي والمحاكاة الفعلية للعملية الانتخابية من بدايتها وحتى نهايتها هو الأسلوب المتبع بعملية التوعية والتثقيف هذه، إلى جانب تفعيل المشاركين في المخيم ليكونوا جزءاً أساسياً في تنفيذ العملية وليسوا طرفاً متلقياً للمعلومات ولتحقيق هذا الهدف تم إعداد مادة تثقيفية مطبوعة اتخذت شكل مطوية منتجة بفنية عالية ولغة واضحة ومبسطه تصلح لكل الأجيال والفئات مع شمولية في المعلومات الواردة بها.

ورغم أن هذا المشروع تم تحت إشراف وتوجيه لجنة الانتخابات المركزية عبر دوائرها الانتخابية إلا أن للمشاركين في المخيمات الصيفية المستهدفة كان الدور الأساسي في التنفيذ، فقد تم تشكيل لجنة انتخابات خاصة بالمخيم تحت اسم "لجنة انتخابات المخيم" تولت الإدارة المباشرة والإشراف الفعلي لمراحل عملية المحاكاة من تسجيل للناخبين (الطلبة المشاركين في المخيم) ونشر واعتراض، وترشح، ودعاية انتخابية واقتراع وفرز وإعلان للنتائج، مما جعل منها لجنة انتخابات حقيقية ولكن على مستوى المخيم.

ومن خلال الإشراف والتوجيه والتدريب التي قامت به طواقم لجنة الانتخابات المركزية في هذه المخيمات، شعرت هذه الطواقم بمدى اهتمام الطلبة في هذه المخيمات وتفاعلهم مع المشروع بدرجة كبيرة، وهذا الأمر كان ملموساً بشكل أساسي من خلال ما شاهدناه في اليوم المخصص للدعاية الانتخابية حيث ملأت اليافطات والشعارات ساحات المدارس والمؤسسات التي ضمت المخيمات الصيفية المستهدفة، والتي كانت كل يافطة تدعو المشاركين في المخيم لانتخاب أحد المرشحين عبر شعارات تطالب بحماية الأطفال ومنحهم حقوقهم وضرورة توفير التعليم المجاني للجميع، وأهم ما ميز مرشحي المخيمات الصيفية هو ابتعادهم عن القضايا السياسية وتركيزهم على الأمور الحياتية لأبناء جيلهم ، لا بل ذهب بعض المشاركين لأبعد من ذلك أثناء عملية المحاكاة هذه فشهدنا تحالفات بين عدة مرشحين طمعاً في كسب مزيد من الأصوات.

أما عن يوم الاقتراع وعملية الفرز فكان الموقف أكثر تأثيراً وأشد تفاعلاً فكنت ترى المقترعين في المخيم يلوحون بأصابعهم ليظهروا الحبر الانتخابي عليها فرحين بأنهم مارسوا حقهم في الاقتراع، وأثناء عملية الفرز كنت ترى بعض المرشحين يمسكون رؤوسهم ويتنفسون الصعداء عند البدء بقراءة كل ورقة اقتراع انتظارا منهم لسماع اسمه من بين الأسماء المؤشر عليها في ورقة الاقتراع.

هذا ناهيك عن احتجاج أولئك الأطفال الذين لم يكن لهم حق الاقتراع عن منعهم من المشاركة في الترشح والاقتراع، وذلك بسبب أن عملية المحاكاة هذه كان لها الكثير من الضوابط والمحددات لكي تؤخذ على محمل الجد، فكان التسجيل في سجل ناخبي المخيم شرطاً أساسياً للترشح والانتخاب، وكان لا يحق لمن يقل عمره عن اثني عشر عاماً من إدراج اسمه في سجل ناخبي المخيم، وسن الثالثة عشره كان الحد الأدنى من العمر المسموح له بالترشح. وقد تعامل الفائزون في انتخابات القيادات الشابة للمخيمات الصيفية بشيء من الجدية والاهتمام مع نتائج الانتخابات فهناك من حمل على الأكتاف من المشاركين في المخيم فرحاً بفوزه، وهناك من وزع الحلوى واستطرد في قطع الوعود لناخبيه في تحقيق ما وعدهم به أثناء الدعاية الانتخابية.

بالتالي كانت كل المؤشرات والمعطيات في نهاية كل مخيم تتحدث عن نفسها وتؤكد نجاح وأهمية هذا المشروع التوعوي والتثقيفي ولهذا الجيل بالذات، مما يعزز أهمية هذا المشروع ويدفع بالجهات ذات العلاقة الرسمية منها والأهلية للاهتمام به ودفعه للإمام وتعميمه لينفذ في أطر ومؤسسات أكبر من المخيمات الصيفية، وقد تكون وزارة التربية والتعليم العالي ولجنة الانتخابات المركزية إلى جانب بعض مؤسسات العمل الأهلي ذات العلاقة هي الجهات الرئيسية الملقى على عاتقها مثل هذه المسئولية في زيادة الوعي والمعرفة في قيم ومفاهيم الحياة الديمقراطية على اعتبار أن الديمقراطية مسألة أشمل وأعم من صندوق وورقة اقتراع فقط بل هي ثقافة وقيم يجب أن تكون منهجاً فردياً وجماعياً في المجتمع والمؤسسة والشارع والأسرة والمدرسة.

Print

Name:
Email:
Subject:
Message:
x
Central Elections Commission Copyright Reserved©2024
return to Top