Search

"الشموع" و"أحلى دنيا" ... مخيمات صيفية تخرّج قيادات شابة من بين طلابها

Sunday, August 12, 2007

انهمك المرشح سعيد نايف 14 عاماً من طولكرم في التحضير لعملية الاقتراع، بدت بشرته السمراء المتعرقة تلمع تحت أشعة الشمس، وعلى الرغم من صغر سنه إلا أنه كان يتابع إقبال الطلاب الناخبين على محطة الاقتراع، مترقباً ظهور نتائج انتخابات القيادة الشابة في المخيم الصيفي "الشموع" في مدينة طولكرم.

لم يكن سعيد يتوقع نجاحه قبل ظهور نتائج الاقتراع الفوز، ربما لارتباكه الواضح في ذلك الوقت، قال سعيد "لا أدري هل يحالفني الحظ وأنال ثقة الطلاب اليوم". بذل كل ما بوسعه لإقناع الطلبة ببرنامجه الانتخابي، وعد بتقديم خدمات أفضل للمخيم، بالإضافة إلى تنظيم المسابقات الثقافية وتوزيع الهدايا على الفائزين.

حصل سعيد على 27 صوتاً من أصل 51 وفاز بمقعد قيادي بالمخيم، بدأ بعدها الطلاب يهتفون فرحين بفوزه، حملوه على الأكتاف وجابوا به أنحاء المخيم، حدد موعداً لاجتماع مع الطلاب للاستماع إلى مطالبهم ورفعها إلى إدارة المخيم، "كما وعدتكم، أنا على استعداد للاستماع إلى كل طالب فيكم، وتحقيق مطالبكم وتقديم خدمات أفضل للمخيم" بهذه الحماسة وجّه سعيد كلامه إلى الطلاب.

وفي مخيم "الشهيد ياسر عرفات" الصيفي في طولكرم، اطلع المرشح أحمد بنفسه على محضر فرز الأصوات أكثر من مرة، ليتأكد من نتيجته في انتخابات المخيم بفوزه بمقعد قيادي ليعوّض بهذا الفوز نتيجة والده الذي لم يحالفه الحظ كمرشح في الانتخابات التشريعية الأخيرة. يقول أحمد "لم يتمكن والدي من الفوز في الانتخابات التشريعية، أردت أن أعوض ذلك بفوزي في انتخابات المخيم الصيفي". احتفل أحمد بالفوز مع والده الذي سانده في خوض هذه التجربة من البداية، يقول والد أحمد "أردت لابني أن يتعلم ثقافة الانتخابات من خلال هذه التجربة، شجعته وتمنيت أن يحقق ما عجزت عن تحقيقه".

وللطالبـات نصـيب

اقترعت 53 طالبة في مخيم "أحلى دنيا" في مدينة قلقيلية، لصالح 15 متنافسة على خمسة مقاعد قيادية، تقول ريما جبر مديرة المخيم "تعتبر هذه التجربة جديدة بالنسبة إلى عمر الطلبات، حيث أغنت الثقافة الانتخابية لديهن باعتبار أن أعمارهن تحت السن القانونية للاقتراع". اتضح من سير عملية الاقتراع في المخيم وضوح الإجراءات بالنسبة للطالبات، تقول رانية ناصر رئيسة لجنة انتخابات المخيم "هذا المشروع فرصة جيدة للطالبات لتعريفهم بالإجراءات العملية للانتخابات" بدت ملامح الجدية على وجه رانية وهي تفتح صندوق الاقتراع معلنة بدء عملية الفرز. "تعلمنا كيف نفرق بين ورقة الاقتراع الصحيحة وبين الباطلة، التدريب الذي تلقيناه من لجنة الانتخابات المركزية وضح لنا جميع التفاصيل الدقيقة لسير عملية الاقتراع والفرز بصفتها مرحلة مهمة من الانتخابات".

خاض هؤلاء الطلاب تجربتهم الأولى نحو الممارسة الديمقراطية، وعدوا الناخبين وفرحوا بالفوز كما لم يحالف الحظ البعض الآخر منهم. سارت جميع عمليات الاقتراع في جو حقيقي من المنافسة، يأمل بعض الفائزين بالترشح مستقبلا لمنصب أكبر يخدمون من خلاله من منحوهم الثقة بعيداً عن "المكاسب الشخصية" كما تقول يافا عساف إحدى الفائزات في انتخابات مخيم "أحلى دنيا"، كما تأمل يافا أن يتم في هذا المشروع تخريج قيادات شابة قادرة على تحمل المسؤولية في المستقبل، وتقديم الأفضل للوطن والمواطن.

جرت مراحل المشروع بإشراف لجنة الانتخابات المركزية في جميع محافظات الضفة الغربية، وذلك من خلال إجراء "محاكاة" لانتخاب قيادة شابة للمخيمات بهدف تطبيق مفاهيم العملية الانتخابية بشكل عملي، واستهدفت اللجنة من مشروعها الطلاب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 12 – 16 سنة، ليكونوا مؤهلين في المستقبل للمضي قدماً في العملية الانتخابية ابتداء بالتسجيل في سجل الناخبين.

Print

Name:
Email:
Subject:
Message:
x
Central Elections Commission Copyright Reserved©2024
return to Top