واصلت لجنة الانتخابات المركزية فعالياتها ضمن مشروع انتخاب القيادات الشابة في المخيمات الصيفية 2007، إذ بدأت مراحل المشروع في جميع محافظات الضفة الغربية وبالتعاون اللجنة الوطنية للمخيمات الصيفية، حيث يهدف المشروع إلى تعزيز الثقافة الانتخابية لدى الشباب من خلال إجراء محاكاة لانتخاب قيادة شابة للمخيم بهدف تطبيق مفاهيم العملية الانتخابية على أرض الواقع.
يتم تنفيذ المشروع في 22 مخيماً صيفياً في مختلف محافظات الضفة الغربية، وبمشاركة طلاب تتراوح أعمارهم بين 12- 17 عاماً قاموا بأنفسهم بتنظيم العملية الانتخابية من بدايتها وحتى نهاية الاقتراع والفرز وإعلان النتائج. يقول أحمد السايح 13 عاماً أحد الناخبين في مخيم "فلسطين هوية ومستقبل" في نابلس: "سجلت اسمي كي أنتخب الشخص المناسب، واطلعت على البرامج الانتخابية للمرشحين واخترت الشخص المناسب الذي انتخبته". شارك في ذلك المخيم 43 طالباً أدلوا بأصواتهم لسبعة مرشحين تنافسوا على خمسة مقاعد قيادية للمخيم.
كانت هبة أحمد 13 تتابع سير عملية الاقتراع في مخيم المخيم بصفتها مراقب، حيث أخذت تدقق بالإجراءات والتأكد من صحتها، ومطابقتها مع التدريب الذي تلقته في بداية المشروع. تقول هبة "يعتمد دور المراقب على تتبع سير العملية والتأكد من سلامتها وفق الإجراءات المتبعة من قبل لجنة الانتخابات"، تفضل هبة أن تكون مراقبة على العملية الانتخابية وليست مرشحة، حيث أنها مهتمة جداً بسلامة ونزاهة الانتخابات.
بدأت الخطوات العملية للانتخابات بإعلان موعد للاقتراع في كل مخيم ليتم بعد ذلك تسجيل أسماء الطلبة الذين يحق لهم الاقتراع وفق الشروط الخاصة بذلك، كما تم نشر السجل النهائي لإطلاع الطلبة عليه وإبداء الاعتراض على ما ورد فيه لمن رغب. ترشح فراس غنيم 15 عاماً لانتخابات مخيم "فلسطين هوية ومستقبل"، يتمنى فراس أن يكون "قائداً للمخيم" حسب تعبيره وهذا ما دفعه للترشح. بدا متفائلا جداً وتوقع الفوز قبل إعلان النتائج حيث قال عن سبب ذلك التوقع "أنا معروف بشخصيتي القوية في المخيم، بالإضافة إلى جو المرح والفكاهة الذي أضفيه على المخيم".
تابع حكم قدري والد أحد المرشحين لانتخابات مخيم "الطلائع" بمدينة سلفيت جميع مراحل العملية الانتخابية وقد بدا متوترا بعض الشيء، وفي نفس الوقت سعيدا بهذا النشاط التثقيفي لجيل الشباب قائلاً "أتمنى أن يتم تعميم هذا النشاط على مختلف المخيمات والمؤسسات المهتمة بالشباب، لترسيخ ثقافة الديمقراطية لديهم بعيداً عن العنف بكافة أشكاله"، شجع قدري ابنه ساري في هذا النشاط، وقدم له الدعم المعنوي محفزاً إياه على خوض هذه التجربة. يقول ساري "استفدنا كثيرا من التدريب الذي تلقيناه بالبداية، وأنا على استعداد للعمل على ما وعدت به طلاب المخيم من تحسين أوضاع المخيم ورفع مطالبهم للإدارة". انهمك ساري يوم الاقتراع كثيراً مترقباً إعلان النتائج التي أعلنت حصوله على 35 صوتاً من أصل 58.
حضر هشام كحيل المدير التنفيذي للجنة الانتخابات المركزية بعضاً من مراحل العملية في المخيمات، وتابع إجراءات سير العملية بكافة تفاصيلها، حيث تفحص المواد الانتخابية كأوراق الاقتراع والصندوق وتأكد من وجود مراقبة على العملية. اهتم كحيل بإجراء عملية انتخابية مطابقة تماماً من حيث الإجراءات لأي عملية انتخابية أخرى، ولم يكن مهتماً بمن هو الفائز بقدر اهتمامه بإجراء انتخابات نزيهة بغض النظر عن الفئة المشاركة فيها، قال في كلمته الختامية بعد إعلان النتائج في مخيم "الطلائع" في سلفيت: "أنا سعيد جداً بوجودي بينكم وأنتم تمارسون هذه العملية الديمقراطية، وأعتبر أن مشاركة الجميع هي فوز للجميع".