Search

"هلا إسماعيل" طفلة فلسطينية تخوض التجربة الديمقراطية وتفوز بمقعد قيادي

Wednesday, August 1, 2007

لم تتجاوز الرابعة عشرة من العمر وفازت في انتخابات المخيم الصيفي المسمى "طلائع الحرية" التابع للمنتدى الثقافي في بلدة بيت عنان القريبة من القدس، إنها هلا إسماعيل من بلدة قطنة التي شاركت كمرشحة وناخبة في عملية انتخابية لاختيار مجموعة من القيادات الشابة للمخيم بإشراف لجنة الانتخابات المركزية.

تضمن برنامجها الانتخابي مجموعة من النقاط التي وعدت بتحقيقها، "أكتر شي حابة أعمله توفير التعليم لجميع أطفال فلسطين، وبالذات الكمبيوتر" هذا ما قالته هلا أثناء المناظرة الانتخابية التي جرت قبل الاقتراع بيوم واحد، إذ بدأ كل مرشح يحاول إقناع الناخبين الأطفال ببرنامجه لكسب أصواتهم، في مشهد بدا مليئاً باليافطات والشعارات الانتخابية التي اختلطت بأصوات المرشحين والناخبين الهاتفة لهذا المرشح أو ذاك.

مع إعلان نتائج الانتخابات وفوز هلا بأعلى نسبة أصوات، وعلى الرغم من فرحتها التي كانت واضحة في ابتسامتها، إلا أنها لم تكن متفاجئة وتوقعت هذا الفوز، حيث علقت على فوزها "ما تفاجأت بالنتيجة وكنت متأكدة اني رح أفوز، ومن الأول ما جبرت أي حد إنو ينتخبني". وهذا ما برز أثناء فترة الدعاية الانتخابية إذ دعت هلا إلى ممارسة حق الاقتراع بحرية تامة.

أزال سائد أبو عيد أحد منسقي المخيم مجموعة من شعارات الدعاية عن الأشجار المحيطة بعد انتهاء الانتخابات. قال وهو يحمل صندوق الاقتراع "إن المخيم يعتمد على العديد من الأنشطة الثقافية والبدنية، وتعتبر تجربة الانتخابات في المخيم من التجارب الحديثة التي أتمنى أن ترتفع وتيرتها في المستقبل، لأنها خلقت وعيا كبيراً لدى الأطفال حول مفاهيم الانتخابات". وقد ركزت لجنة الانتخابات المركزية على جيل الشباب لتوعيتهم بمفاهيم الانتخابات، لتسهل عليهم خوض تلك التجربة في المستقبل ترشيحاً أو اقتراعاً.

يمتد طموح هلا نحو برلمان أطفال فلسطيني منتخب، فهي ترغب بتنفيذ وعودها من داخل برلمان الأطفال الذي تتمنى أن يتم إنشاؤه كما وعد مدير المخيم حسام الشيخ. تقول هلا: "بحلم أرشح حالي لبرلمان الطفل الفلسطيني وأكون عضو فيه، وأساعد أطفال فلسطين إنهم يتعلموا حتى يبنوا البلد".

حسام الشيخ واكب انتخابات المخيم من بدايتها وحتى المرحلة الأخيرة، واطلع على كافة التفاصيل المتعلقة بالتسجيل والترشح والدعاية والاقتراع والفرز وإعلان النتائج، واستمع إلى شرح موظفي لجنة الانتخابات حول العملية قبل بدئها، وبدا متحمساً في المراحل العملية منها قائلا "آمل أن يتم نشر هذا المشروع وتطبيقه في كافة مؤسسات المجتمع المدني العاملة مع الشباب، وعلى الرغم من صغر سن المشاركين، إلا أنهم فهموا مجريات العملية وتعاملوا معها بإيجابية".

وفي أحد المخيمات الصيفية المشمولة ضمن نشاطات لجنة الانتخابات، عمت الفرحة المخيم النموذجي الأول في بلدة القبيبة، ليحمل الأطفال على أكتافهم بلال عمر عبد الفتاح (15) عاماً الذي حصل على أعلى نسبة من الأصوات في انتخابات المخيم. تميل ملامح وجه بلال نحو الجدية نوعاً ما في إشارة إلى المسؤولية التي تحمّلها بعد انتخابه، ويطمح بلال بشكل رئيسي أن يترشح في المستقبل للانتخابات التشريعية ليصلح "الوضع الخربان" كما يصف، "ورح أعمل لتحقيق المساواة للجميع، وما في فرق بين جميع الفلسطينيين". بتلك الجملة ختم بلال تجربته الديمقراطية التي مر بها، والتي قد تجعل منه ومن هلا قيادة فلسطينية تدير دفة الوطن في المستقبل.

Print

Name:
Email:
Subject:
Message:
x
Central Elections Commission Copyright Reserved©2024
return to Top